نوح عليه السلام والسفينة وجبل جودي في الكتب السماوية (دراسة بلاغية في ضوء النصوص القرآنية)

Abstract

الحكمة من  القصة القرآنية في مواضع متعددة من كتاب الله تعالى هي زيادة العبرة والموعظة ولتذكير المؤمن دائماً بعاقبة المكذبين من الأمم السابقة ، ليبقى في حالة يقظة وخشية مستمرة وخوف من عذاب الله تعالى  ومن جهة ثانية ليبقى في حالة سرور وتفاؤل برحمة الله ووعده وأنه ينجي عباده المؤمنين .

إن تكرار القصة في مواضع محددة من آيات القرآن يضفي على أسلوب القرآن جمالية وروعة وبياناً لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله . وبالرغم من تكرار القصة عبر سور القرآن الذي استمر نزوله فترة 23 عاماً ، لا نجد أبداً أي تناقض أو نقص أو خلاف ، إذن نحن هنا أمام معجزة لغوية وبيانية تشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى .

ورد ذكر نوح عليه السلام في إحدى وعشرين سورة من سور القرآن الكريم على درجات من التفاوت فيما بينها من حيث الإجمال والتفصيل في البيان القرآني ، وهي مختلفة بحسب ما تكون العناية موجهة نحوه من البيان ومن اللافت أن الناظر في هذه المواضع كلها يظن نفسه أمام قصة يضرب فيها المثل على التكرار خاصة في تلك التي اعتنت بذكر قصته عليه السلام .

وإن قصة نوح عليه السلام من القصص العظيمة التي ورد ذكرها في القران الكريم وهي مليئة بالدروس والعبر التي نستفيد منها وإنّ بعض السور القرآنية الكريمة تتمحّض للسرديات ، بحيث توظّف السورة بأكملها للعنصر القصصي ، و لعلّ سورة نوح تجسّد هذا النمط من السور ، حيث لا تسبقها و لا تلحقها أيّة نصوص غير قصصية أو ممهّدة .

هذه المقدّمة القصصيّة تكشف لنا أنّ مواقفها و أحداثَها تحوم على عمليّة إنذارمُباشر ، و على عقاب متوقع في حالة عدم جدوى الإنذار  .و فعلا ، لو تابعنَا القصة بأكملِها لوجدناها تستغرق السورة التي خُصّصت لهذه القصة و كُلُّها مواقفٌ حافلةٌ بالإثارة ، قد خُتِمت بنزول العقاب الذي اكتسح القومَ و استأصلهم أساساً.

فنظرا إلى أهمية قصة نوح عليه السلام قد قمت بإعداد ملخص بحثي حول موضوع "نوح عليه السلام والسفينة وجبل جودي في الكتب السماوية  (دراسة بلاغية في ضوء النصوص القرآنية ) "